يثور جدل بين أوساط الإعلاميين ورجال الأمن والعدالة الجنائية حول جدوى نشر الأخبار الخاصة بالجرائم في وسائل الإعلام، وما إذا كان النشر مفيدا أم ضارا، وما إذا كان يساعد في تقليص أعداد الجرائم أو انه يساعد على زيادتها والإيحاء بأنها أمور تحدث كل يوم وفي كل المجتمعات ما يعني إن الجريمة مهما كانت بشعة تظل "ظاهرة طبيعية" في جميع المجتمعات البشرية. الذين يفضلون عدم النشر يجادلون بأن نشر أخبار الجريمة يساعد على الترويج لها وللطرق المختلفة لارتكابها. تلك الطرق التي قد تنم أحيانا عن ذكاء المجرم عندما لا يترك أثر يساعد رجال العدالة الجنائية على الوصول إليه. وهم يجادلون أيضا بأن نشر أخبار الجريمة ومع مرور الوقت قد يهون من فداحة الجريمة في ما قد يدفع البعض إلى ارتكاب الجريمة. أما الذين يرون أهمية النشر فأنهم يجادلون بأن تكثيف نشر أخبار الجرائم يساعد في "خلق وعي جماهيري" تجاه فداحة الجريمة كسلوك غير سوي. وهم يجادلون كذلك إن من وظائف الإعلام نقل الوقائع كما هي بصرف النظر عن موقفنا منها. أيضا فأنهم يجادلون بأهمية اطلاع الفرد على ما يدور حوله، وانه لا يعيش في مجتمع ملائكي كما يريد البعض إن يصور ذلك بل يعيش في مجتمع بشري بامتياز تكون الجريمة فيه خبزاً يومي لرجال الشرطة.
نتناول هنا موقف وحجج الطرفين: من يؤيدون النشر، ومن يعارضونه بهدف الوصول إلى نتيجة حول ما إذا كان النشر مفيدا أم أنه مجرد جريمة أخرى تتم باسم حرية الإعلام؟!